بقلم. شريف عمر : نــداء الي جيــل الغضــب

لم يكن أحدٌ من النظام السابق يتخيل ان يتحول عالمهم من عيشة القصور الي عيشة السجون

فقد قاد جيل الغضب عالماَ افتراضياَ يسمى الانترنت واشعـــل ثورةً واسقـط ديكتاتوراَ

حيث خرج الشباب واضعين امامهم شيئان لا ثالث لهم ام النصر واما الشهاده

خرجوا يصرخون بقذيفات قذفت في قلوب هذا النظام القمعي الرعب صرخوا في وجه هذا النظام باربعة كلمات ” الشعــب يريد اسقاط النظام ”

ولكن هنا سؤال !! هل حقاَ تم اسقــاط النظــام ؟؟ !!

في حقيقة الامر نحن اسقطنـا ديكتــاتوراً ولكن ما حولنا لا يوحي باننا اسقطنا النظام بالكامل

والسبب بكل بساطه اننا عندما ثُرنا علي هذا النظام ونادينا بسقوطه وبعد البيانات العقيمه التي كان يخرج علينا بها المخلوع لاستعطاف الشعب .. لم يجد مفرا من الشعب الا ان يسلم السلطه للمجلس العسكري وحينها لم تسعنا الفرحه فاصبحنا في سعاده عارمه لمجرد سقوط مبارك دون النظر الي ان المجلس العسكري هو جزء من نظامه , فلم يتم تكليفه بادارة شئون البلاد لاسقاط النظام .. ولكن خــوفاَ من ان يسقـط النظــام . , وبدأو بخداع الشعب مدعين انهم مع الثوره

* كلنا نؤمن بأنه الثوره لإنجاحها لابد من تحقيق النتيجـــه والهــدف

اولا”النتيجــه ”

كان من المتوقع بعد الثوره ان تكون النتيجه السريعه المتوقعه هي ” القصـــاص ” لدماء الشهداء ممن قتلهم ومحاسبة كل من سرق ونهب خيرات البلد ..

ولكن ما حدث هو غير المتوقع فالجناه يأخذون البراءه فهو مهرجان تعايشنا معه في الايام الماضيه والذي اطلقنا عليه ساخريين ” مهرجان البراءه للجميع ” فعلي سبيل المثال قضت محكمة جنايات شمال القاهرة، برئاسة المستشار مصطفى الكومي ، ببراءة أمين الشرطة محمد السني، والذي كان قد وجهت إليه اتهامات بقتل المتظاهرين يوم 28 يناير أمام قسم شرطة الزاوية الحمراء بالاشتراك مع علاء عبد الرازق وحازم الخولي، ضابطي الشرطة بالقسم. ليس هذا فحسب وكذلك ايضاَ براءة الضباط المتهمين بقتل المتظاهريين امام قسم شرطة السيده زينب وبراءة الضباط المتهمين بقتل المتظاهريين في قسم السلام وغيرهم .. الخ

فأظن وإن بعض الظن اثم , ان الاتجاه العام الذي يسلكه المجلس العسكري هو ان يخرج مبارك ايضاَ براءه ..

عموماَ النتيجه اصبحت عكسيه فبدلا من القصاص للشهداء..زاد عدد الشهداء منذ ان تولي المجلس العسكري المرحله الانتقاليه … وتم تقديم العديد من النشطاء للمحاكمات العسكريه

ثانيا” الهـــدف ”

أهداف الثوره كانت واضحه هي ( عيش – حريه-عداله اجتماعيه-كرامه انسانيه)

عيش: اي ان يجد الفرد قوت يومه .. لا نريد ان نشاهد من يبحثون عن طعامهم في صناديق القمامه
حريه: وهي حرية التعبير عن الرأي, حرية الاعلام , الغاء سياسة تكميم الافواه
عداله اجتماعيه : اي الا يكون هناك فرد في المجتمع يتقاضي راتب شهري ” بالملايين ” في حين ان هناك فرد اخر يتقاضي راتبه ” ملاليم ”
كرامه انسـانيه : ربما يكون الشعور بالمهانة والغربة ومكابدته للاستغلال والظلم والاحتقار من طرف الحاكم للمحكوم يريد ا لمرء أن يكون عزيزا وأن يشعر بالكرامة في وطنه وبين أهله هي احد الأسباب التي كانت تهدف لها الثوره .. فمازال مسلسل اهانة المصريين يتم كما هو من قبل الثورة والغريب ان السلطة الحالية لم يصدر عنها رد فعل يظهر ان مصر تغيرت بعد الثورة وان من اهم مظاهر التغيير هى كرامة المواطن المصرى داخليا وخارجيا

المجلس العسكري بقيادته لمقاليد الحكم في البلاد بعد ادعاءه بانه ينحاز للثوره .. لم يحقق النتيجه او الاهداف .. ولكن لابد ان يعلم انه مهما فعل ومهما افتعل من ازمات لم ولن يستطيع ان يبعدنا عن الثوره او عن تحقيق اهدافها التي قامت من اجلها .. فجيل الغضب لم تَخمد ثورته , فالجيل الذي كسر حاجز الخوف لا يعرف الاستسلام

” لا تحسبـــوا صمتنا ضعفــاَ او استسلاماَ .. فالأرض ســـاكنةَ وتحتها بركاناَ )

أضف تعليق